الأحد، 20 يناير 2008

التعليم الالكتروني هو المستقبل ، و المستقبل بين أيدينا الآن

Education & Training Today شادي سكر لمجلة مارس 2007
عند سؤال عشرة أشخاص عن أعظم مفكر في مجال الأعمال في القرن الماضي ، تجد أن ثمانية منهم على الأقل – ان لم يكن الجميع – يجيبون بأنه "بيتر دراكر" هناك سبب قوي يجعل من "دراكر" الأعظم في الادارة و التنبؤ المدروس ، و هو أنه اخترع العلم االحديث للادارة في عام 1954 عندما ألف كتابه " ممارسة الادارة " . و عندما أصدر كتابه الشهير "المدير الفعال" في عام 1965 فد أرسى بذلك قاعدة عريضة لآلاف المؤلفات و الأعمال العلمية لتتناول موضوع فعالية و تفوق المديرين ، مما جعل رواد الحقل الأكاديمي و القائمين على علوم الأعمال يعتبرونه مؤسس علم دراسة الادارة دائما ما كان دراكر يستطلع المستقبل و يقدم تنبؤاته المدروسة ، الأمر الذي جعل أعماله تتسم بالاستمرارية و لا تتناقص منفعتها للدارسين حتى و ان قضى نحبه عام 2004عن عمر يناهز خمسة و تسعين عام المثير للاهتمام أنه في عام 2000، توقع دراكر أن الانترنت سوف تصبح أهم و أقوى أداة تعليمية للقرن الواحد و العشرين. يظهر ذلك بوضوح في تحليله الكامل لهذا الموضوع في كتابه "التعليم الالكتروني هو الفرصة القادمة من أجل النمو الكبير" . بعدها بدأ التمسك برؤيته يزيد و يتنامى في جميع مؤسسات التعليم الناجحة بالاضافة الى انشاء جامعات و مؤسسات أخرى تعتمد فقط على الخدمة الالكترونية للطلاب سواءا الخدمات الأكاديمية أو الخدمات الطلابية المتعلقة بالدراسة لنتشارك بعض أفكار و آراء دراكر ، و التي جعلته مؤمنا بأن التعليم الالكتروني هو فرصة القرن ، حيث رأى "دراكر" ان التعليم الالكتروني قد تم اعداده كنظام ليصبح أقوى أداة تعليمية استحدثت في تاريخ البشرية و يرجع ذلك للآتي: ـ - لأن الطالب يتمتع بنفس مميزات التعليم النظامي و لعل الأفضل هنا أن طالب تحت هذا النظام قد يحصل على عناية فردية مباشرة من الأساتذة بطريقة (معلم لكل طالب) - لأن الطالب يستطيع التعلم في أي وقت و من أي مكان دون الارتباط بموعد المحاضرة و ما يتبع من أنشطة مثل التفرغ لحضور هذه المحاضرة في المكان المخصص و عادة ما يكون داخل المؤسسة التعليمية - يعتبر توفير الوقت التعليم من أهم مميزات التعليم عن بعد و لا سيما الالكتروني سواء في توقيت الحضور أو في طول الفترة الدراسية - يتمكن الطالب بكل سهولة اعادة عرض المواد الدراسية و التعليمية بحرية و تكرار حتى يكتمل التعلم و ذلك يصعب تنفيذه بالطريقة التقليدية للتعلم لضيق وقت المعلمين و ارتباط المنهج الدراسي بخطة زمنية داخل قاعة المحاضرات ، هذه الخطة قد تمنع المعلم من التكرار المفتوح لنفس الدرس - الاعتماد على الأشكال التوضيحية و الرسومات بالاضافة الى الوسائط الأخرى و التي تعد أساسية في التعليم الالكتروني تجعل منه نظاما أكثر فاعلية حيث أنه حتى بعد استخدام هذه الوسائل بالفصول و لكن على نطاق يتفق مع واقع قاعة المحاضرات و الوقت المقرر للتواجد بها. - يوفر التعليم بالاعتماد على الانترنت و الوسائل المرتبطة بها متطلبات أساسية للانسان المعاصر نظرا للحاجة للتعليم المستمر و ليس التوقف عند الحصول على درجة علمية فقط. يسمح التعليم الالكتروني لراغبي التعلم بالاستمرار في الدراسة على مدار حياتهم العملية مستغلين ميزة عدم التفرغ لحضور محاضرات دورية قد تعيق التقدم المستمر في الخبرة الوظيفية على رأس العمل يشهد الخبراء حول العالم بأن "بيتر دراكر" كان محقا في رؤيته أن التعليم الالكتروني حقا هو المستقبل ، و لأن هذا النظام تم تطبيقه بالفعل و بنجاح ، فان المستقبل قد أصبح بين أيدينا الآن

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الى الأمام و الى التعليم عن بعد. غير أنه من الغريب أن يتأخر مثل هذا النظام القديم في تطبيقه بالدول العربية