الخميس، 8 مايو 2008

يمتلك المعلم أعظم مهنة إذ تتخرّج على يديه جميع المهن الأخرى ....

الاثنين، 14 أبريل 2008

إما اعتذاركم ، أو ألبانكم في دياركم

النصيحة كانت للدانمارك بأن يأكلوا حصة الدول الإسلامية من منتجاتهم و يشبعوا بها ، أو يأتي الاعتذار و حينها فقط ممكن ترجع الزبدة لمجاريها.
شادي سكر

الأحد، 20 يناير 2008

التعليم الالكتروني هو المستقبل ، و المستقبل بين أيدينا الآن

Education & Training Today شادي سكر لمجلة مارس 2007
عند سؤال عشرة أشخاص عن أعظم مفكر في مجال الأعمال في القرن الماضي ، تجد أن ثمانية منهم على الأقل – ان لم يكن الجميع – يجيبون بأنه "بيتر دراكر" هناك سبب قوي يجعل من "دراكر" الأعظم في الادارة و التنبؤ المدروس ، و هو أنه اخترع العلم االحديث للادارة في عام 1954 عندما ألف كتابه " ممارسة الادارة " . و عندما أصدر كتابه الشهير "المدير الفعال" في عام 1965 فد أرسى بذلك قاعدة عريضة لآلاف المؤلفات و الأعمال العلمية لتتناول موضوع فعالية و تفوق المديرين ، مما جعل رواد الحقل الأكاديمي و القائمين على علوم الأعمال يعتبرونه مؤسس علم دراسة الادارة دائما ما كان دراكر يستطلع المستقبل و يقدم تنبؤاته المدروسة ، الأمر الذي جعل أعماله تتسم بالاستمرارية و لا تتناقص منفعتها للدارسين حتى و ان قضى نحبه عام 2004عن عمر يناهز خمسة و تسعين عام المثير للاهتمام أنه في عام 2000، توقع دراكر أن الانترنت سوف تصبح أهم و أقوى أداة تعليمية للقرن الواحد و العشرين. يظهر ذلك بوضوح في تحليله الكامل لهذا الموضوع في كتابه "التعليم الالكتروني هو الفرصة القادمة من أجل النمو الكبير" . بعدها بدأ التمسك برؤيته يزيد و يتنامى في جميع مؤسسات التعليم الناجحة بالاضافة الى انشاء جامعات و مؤسسات أخرى تعتمد فقط على الخدمة الالكترونية للطلاب سواءا الخدمات الأكاديمية أو الخدمات الطلابية المتعلقة بالدراسة لنتشارك بعض أفكار و آراء دراكر ، و التي جعلته مؤمنا بأن التعليم الالكتروني هو فرصة القرن ، حيث رأى "دراكر" ان التعليم الالكتروني قد تم اعداده كنظام ليصبح أقوى أداة تعليمية استحدثت في تاريخ البشرية و يرجع ذلك للآتي: ـ - لأن الطالب يتمتع بنفس مميزات التعليم النظامي و لعل الأفضل هنا أن طالب تحت هذا النظام قد يحصل على عناية فردية مباشرة من الأساتذة بطريقة (معلم لكل طالب) - لأن الطالب يستطيع التعلم في أي وقت و من أي مكان دون الارتباط بموعد المحاضرة و ما يتبع من أنشطة مثل التفرغ لحضور هذه المحاضرة في المكان المخصص و عادة ما يكون داخل المؤسسة التعليمية - يعتبر توفير الوقت التعليم من أهم مميزات التعليم عن بعد و لا سيما الالكتروني سواء في توقيت الحضور أو في طول الفترة الدراسية - يتمكن الطالب بكل سهولة اعادة عرض المواد الدراسية و التعليمية بحرية و تكرار حتى يكتمل التعلم و ذلك يصعب تنفيذه بالطريقة التقليدية للتعلم لضيق وقت المعلمين و ارتباط المنهج الدراسي بخطة زمنية داخل قاعة المحاضرات ، هذه الخطة قد تمنع المعلم من التكرار المفتوح لنفس الدرس - الاعتماد على الأشكال التوضيحية و الرسومات بالاضافة الى الوسائط الأخرى و التي تعد أساسية في التعليم الالكتروني تجعل منه نظاما أكثر فاعلية حيث أنه حتى بعد استخدام هذه الوسائل بالفصول و لكن على نطاق يتفق مع واقع قاعة المحاضرات و الوقت المقرر للتواجد بها. - يوفر التعليم بالاعتماد على الانترنت و الوسائل المرتبطة بها متطلبات أساسية للانسان المعاصر نظرا للحاجة للتعليم المستمر و ليس التوقف عند الحصول على درجة علمية فقط. يسمح التعليم الالكتروني لراغبي التعلم بالاستمرار في الدراسة على مدار حياتهم العملية مستغلين ميزة عدم التفرغ لحضور محاضرات دورية قد تعيق التقدم المستمر في الخبرة الوظيفية على رأس العمل يشهد الخبراء حول العالم بأن "بيتر دراكر" كان محقا في رؤيته أن التعليم الالكتروني حقا هو المستقبل ، و لأن هذا النظام تم تطبيقه بالفعل و بنجاح ، فان المستقبل قد أصبح بين أيدينا الآن

الخميس، 17 يناير 2008

التعليم عن بعد..علامات تحذيرية

حقيقة هامة: ليست كل جامعة أو كلية غير معتمدة هي مطبعة لبيع شهادات البرامج و الدرجات العلمية. جميع الكليات و الجامعات تبدأ عملها أولا ثم تحصل على الاعتماد فيما بعد طبقا لمواصفات التعليم داخل الدولة أو جزء منها أحيانا مثل محافظة أو ولاية هناك بعض العلامات الدالة على اعتماد الجامعة أو عدم اعتمادها ، و هذه بعض العلامات التحذيرية الدالة على عدم الاعتماد أو الاعتراف 1- تفتقر الى الاعتراف المحلي داخل الدولة المانحة سواءا من وكالة اعتماد معترف بها على مستوى وزارة التعليم أو مؤسسات التدريب و التعليم المستمر. أحيانا ما تكون معتمدة و لكن من مراكز خاصة غير معروفة و ليست معتمدة هي الأخرى

2- تجد بعض الكلمات أو العبارات التي يساء استخدامها لتحمل معنى الاعتماد مثل: جامعة مرخصة ، كلية تحت اشراف و سلطة جهات التعليم ، شهادات معتمدة

3- تجد أن عنوان مقر الجامعة فقط عبارة عن رقم لصندوق بريد أو خدمة توصيل بريدية من نقطة لأخرى حول العالم

4- تلاحظ أن المنشورات تحمل صيغة ترويجية خالصة ، وعادة ما تحتوي على أخطاء نحوية و املائية مع عرض عينات من الشهادات و الوثائق بالموقع الالكتروني أو بالمنشورات أحيانا

5- يمكن الحصول على الدرجات العلمية خلال أسابيع قليلة من تاريخ الالتحاق ، مع امكانية تغيير تاريخ التخرج الى سنوات ماضية حسب رغبة المتقدم

6- يحمل أعضاء هيئة التدريس شهادات عليا من نفس الجامعة أو مثيلاتها

7- أمكانية معادلة الخبرات العامة السابقة مثل مشاركات في العمل العام أو الخيري أو حتى استنادا الى عمر المتقدم و مقارنته بالدرجة المراد الحصول عليها ، مع العلم أن الخبرات التعليمية مثل حضور فصول دراسية بجامعة أو كلية أخرى يتم اعتمادها قانونيا في معظم جامعات العالم

8- تعتمد الرسوم المقررة على الدرجة العلمية المطلوبة ككل ، و ليست على رسوم الكتب ، الدراسة ، الاشراف الأكاديمي ، المعامل ، أو حتى الفصول الدراسية

9- يتم تشجيع المتقدمين الجدد على التسجيل الفوري لاغتنام الفرصة قبل رفع المصروفات ، و أحيانا نجد أن بعض هذه الجامعات تعلن للمتقدم أنه قد حصل على منحة أو زمالة للتشجيع على الالتحاق

10- لا يوجد مكتبة أو مقررات تحمل اسم الجامعة ، مع العلم بأنه يوجد بعض الجامعات التي تتعامل فقط من خلال الانترنت و لكن تشمل الدراسة بتلك الجامعات فصول و محاضرات دورية أو اشراف أكاديمي مباشر

يجب القول بأنه لا تنطبق بعض هذه العلامات على التعليم الالكتروني حيث لا تتوفر المواد التعليمية أحيانا في شكل كتب و لكن في محاضرات الكترونية يمكن متابعتها و حفظها ضمن البرنامج التعليمي

شادي سكر

تقسيط السيارات.. طوق النجاة القاتل

أصبحت السيارات الفارهة تحقق مبيعات عظيمة مؤخرا مما جعل مصنعو السيارات يتجهون الى انتاج هذه الطرازات من السيارات بحجم انتاج قد يصل الى أضعاف انتاجها السابق ، و يرجع الفضل في زيادة المبيعات بالطبع الى أنظمة الدفع الميسرة مثل التقسيط و التأجير المنتهي بالتمليك مما يؤمن سهولة اقتناء هذا النوع المكلف من السيارات لأكبر عدد ممكن من المستهلكين.لهذا يحتاج الكثير من الناس حتما الى فترة استراحة بين شراء سيارة بنظام الدفع الميسر وأخرى بنفس النظام و إلا غرق المستهلكين في دوامة من الديون اللا متناهية
ان الدفع الميسر نظام عظيم من عدة جوانب فالاقتصاد الوطني في بعض قطاعاته يحتاج إلى الائتمان لتيسير سداد النفقات الباهظة و للهدف نفسه يحتاج المستهلك البسيط الى هذا النظام لتسهيل الحصول على ممتلكات باهظة الأسعار مثل المنزل و السيارة الكبيرة دون الحاجة لدفع الثمن مقدما. صدق أو لا تصدق فان الدفع الميسر هو نظام قديم عرفته المجتمعات على مر الزمن بهدف زيادة المبيعات و تم تطبيقه على جميع المستويات من قديم الأزل.
و لكن المشكلة تظهر عندما يتحول الدفع الميسر من نعمة تتيح للجميع اقتناء أشياء باهظة الثمن دون النظر الى سعرها الأصلي إلى الدخول في دوامة من الديون يدور فيها المستهلك دون أن يدري و هذا ما يحدث بالفعل في العديد من عمليات مبيعات السيارات في مختلف مستوياتها.
كان العميل عموما في الماضي يشتري السيارة ليقتنيها حتى تهلك تماما أو أن تحترق بالكامل ليفكر في شراء سيارة أخرى ، و لكن ما نراه الآن هو تحول كبير في آلية شراء السيارات حيث أصبح العميل ذو الدخل المتوسط يبحث بنوع من الحرية عن السيارات الفخمة أو الرياضية و يقتنيها دون الانتباه لسعرها ، بل يسأل فقط عن قيمة القسط الشهري عند اقتنائها.
بسؤال موظف متوسط الدخل في أحد صالات العرض عند شراء سيارته المترفة كان رده : " طالما كان القسط في الإمكان لن أتردد في اقتناء سيارة بهذه المواصفات" و عادة ما يكون القسط بالإمكان مع ارتفاع فترات التسديد التي قد تصل إلى خمس سنوات بالمملكة والى سبع سنوات في بعض الدول العربية
إذا كان سعر السيارة مرتفعا ، فانه عند تقسيم الكلفة على فترة سداد خمس سنوات قد يبدو بالطبع أمرا ميسرا. و لكن إذا نظرنا إلى المبلغ المدفوع في السيارة بعد انقضاء نصف فترة التقسيط نجد أنه عادة ما يفوق قيمة السيارة نفسها خصوصا أنها تعتبر قديمة نسبيا و لكن مازال تسديد ثمنها مستمرا أو على الأقل مستحقا للسدلد ، و في النهاية بعد الانتهاء من السداد يتم بيع السيارة فورا و استخدام سعرها كدفعة مقدمة لسيارة جديدة بالتقسيط و هكذا تكون قيمة السيارة قد انخفضت بالفعل بنسبة كبيرة عما تم دفعه طوال فترة السداد.
لم يعد سعر السيارة الجديدة يهم المستهلك مثلما يهمه مبلغ القسط الشهري بدليل أنه من المستحيل أن يشتري المستهلك سيارة نقدا بسعر 120 ألف ريال و هو يعلم أن سعرها 90 ألف ريال و أنه أخيرا بعد تسديد كامل قيمتها لن يستطيع بيعها بنصف سعرها الأصلي أو ما يعادل 45 ألف ريال. هناك قاعدة استثمارية تدعو الى عدم الاقتراض للحصول على شيئ تقل قيمته عن القرض و هذا هو الواقع بالنسبة للسيارات نظرا لصعوبة التربح في سيارة أو حتى تحصيل ثمنها الأصلي بعد فترة من شرائها.
عين العقل أن يقرر المستهلك اقتناء سيارة يستمر في دفع أقساطها الشهرية لمدة خمس سنوات و لكن ما يدهش عين العقل أن يقتني أحدا سيارة قليلة العمر - كحال معظم السيارات حاليا – و يبدأ في سداد أقساطها الميسرة بينما يحتاج لتغيير هده السيارة بعد ثلاث سنوات فقط ، أي قبل سداد أقساطها. يجب أن يكون القرار مبنيا على دراسة كلتا الدورتين ؛ دورة تقسيط السيارة و دورة حياتها و إلا كانت النتيجة الغرق في مرار الديون بسبب قلة الحكمة في قرار الشراء.
يجب أن نعلم أن عاقبة اقتناء السيارة مهما ارتفع سعرها قد تكون سيئة طالما كان القرار مبنيا فقط على القسط المناسب لأن هذا يتسبب في انعدام الرضا عن السيارة في وقت يستمر فيه تسديد ثمنها ، و لهدا ينبغي الانتباه عند اختيار الدفع الميسر فقد يكون حلا للخروج من الأزمات أو حلا للتوسع الاقتصادي و لكنه في الحقيقة ليس حلا مثاليا في حالة شراء ممتلكات استهلاكية دون دراسة عمر السلعة بالمقارنة مع فترة السداد.
يتمثل اللغز هنا في منتجي السيارات و موزعيها حيث أنهم من ناحية يبذلون كل الجهود من أجل بيع أضخم أعداد من السيارات ذات الكماليات و المواصفات المرتفعة في حين أنه إذا تغيرت أنظمة التقسيط لتحد من فترات السداد تجد المستهلك قد يستغنى عن الكثير من الكماليات و يكتفي بالقليل لما يتلاءم مع ميزانيته و فترة السداد المحدودة. ما يقلل حدة هذه المغامرة خصوصا على منتجي السيارات و موزعيها أنهم يتقدمون بأنظمة تقسيطية مباشرة مع العملاء دون الحاجة الى التقسيط عن طريق طرف ثالث الذي عادة ما يكون البنك.
من ناحية أخرى رأت بعض المنظمات الواعية في انتاج السيارات أنه من واجبها تبصير عملائها فخصصت برامج و دورات تهتم بأمور التقسيط و التمويل و تم تقديم أفضل الأنظمة التي تلائم شريحة المستهلك ، و قد قدمت كرايسلر ، و تويوتا أولى المبادرات المنظمة في هدا الصدد.
و قد حققت هده البرامج و الدورات التعريفية نتائج رائعة استفادت منها الشركات المنتجة ، شركات التأمين و التمويل ، هذا إلى جانب توفير الوعي التمويلي للمستهلك.
كل هذا لا يعني بأي حال أن نعود للوراء أو نتخلف بالأنظمة التمويلية ، بل يجب أن نعترف بأن نظام الدفع الميسر يعتبر السر وراء ارتفاع مبيعات السيارات بشكل عام و السيارات الفخمة خاصة ، و لكن يبقى على المستهلك أن يحسبها قبل أن يذهب بنفسه لمرار الخسارة.
شادي سكر

هل أنت مدير من طراز "ممنوع الأعذار"؟

كثيرا ما نسمع أن الذي يسكن في بيت زجاجي لا ينبغي عليه رشق الناس بالحجارة ، و لكن يبدو أن هذه الحكمة المعروفة يتداولها الناس فقط للنصيحة و ليس للتطبيق حيث اثبتت احصائيات نفسية و معملية أننا نقضي معظم حياتنا في رشق الآخرين بالحجارة أحيانا و ربما الكتل الصخرية العملاقة التي تطبع الشعور بالفشل على وجوه كل من تسقط عليهم عادة ما يشعر أحدنا بالبراعة الشخصية أو بالعبقرية عندما يجد نفسه أمام منصب اشرافي أو اداري يرقى بالمسؤوليات كما يمنح الحق للمدير كقائد و قدوة في تصحيح أخطاء موظفيه و هذا ما يجعله ببساطة ينتقل ليسكن البيت الزجاجي ، و الى جانب تعزيز الشعور بالعبقرية و الاعتراف الرسمي بالمدير أو المشرف نجد أن الشعور بالمنصب قد يعطيه حفنة من الحصى و أحيانا ما يختار هذا المدير الحجارة الثقيلة كأسلوب لضبط الأداء الوظيفي و المحافظة على مساحة تحكمه بمرؤوسيه اذا كنت ممارسا للمناصب الاشرافية أو تسعى للترقي في الادارة فهذا يدل على اصرارك في تحقيق طموحاتك، و لكن بعد ذلك هل من طموحاتك أن تنجح كمدير ؟ قبل أن تبدأ بممارسة واجباتك كمدير أو مشرف ، و قبل أن تتسلم مسؤولياتك الاشرافية و معها حفنة الحصى عليك أن تسأل نفسك حفنة من الأسئلة الخاصة بمهام و أدوار المدير أو المشرف : ـ هل حدث أن وبخت أحد مرؤوسيك أمام الجميع؟ هل حدث أن حصلت وحدك على الفضل على ما قام به أحد موظفيك دون ذكره؟ هل يخافك من هم تحت قيادتك في العمل؟ هل أنت مدير من طراز "ممنوع الأعذار"؟ هل تتوقع أن يعلم الموظفين أو يقوموا بالعمل دون توجيهك؟ هل تصيح في أوجه موظفيك؟ هل أردت التقليل من شأن موظف لديك أو ربما احتقاره أحيانا حتى يعرف قدره الضئيل أمامك؟ هل تشدد الأمر على موظف لم يرضيك بمعنى أن تجعل حياته المهنية صعبة؟ هل تمارس لعبة الموظف المفضل و الآخر المكروه خلال ادارتك لموظفيك؟ هل تراجع على مهام كل شخص باستمرار لتتأكد من جودة تنفيذه للمهمة؟ هل تتردد في تفويض المهام و اعطاء مساحة للموظفين في اتخاذ القرارات؟ هل تتوقع دائما أن ينفذ الموظف ما تأمره به دون نقاش؟ عند الاجابة على مثل هذه الأسئلة يقر القليل بممارساتهم الفعلية و ربما يخجل البعض ليعترف و لو بواحدة أو أكثر من هذه الممارسات و لكن تجد الكثير منا يمارسونها و مع ذلك ينكرون هذه العلاقات ، بل و يرون أنهم دائما الأفضل في ادارة الموظفين و المحافظة على النظام. بالطبع تأتي عواقب الأمور سلبية على الموظف من ناحية و على المؤسسة ككل من ناحية أخرى حيث أن العملاء أو الزبائن قد يتوقفوا نظرا لسوء علاقات الموظفين و بعضهم في هذه المؤسسة نظرا لأن مهام المدير ذات محورين أحدهما مهامه تجاه المؤسسة من حيث تطبيق أفضل الوسائل المؤكدة للربح و تحقيق أهداف الادارة و المالكين ، و المحور الآخر من مهامه ينحصر تجاه موظفيه. من الطبيعي أن يراعي أي مدير محور المهام الأول و حتى تحقق نجاحا على المحور الثاني ينبغي الآتي :ـ صحح أخطاء الموظف و لكن في خصوصية و نبرة تعليمية تأكد من اعطاء الفضل لصاحبه و تقدير كل موظف مجتهد تأكد من اظهار صورة الراعي و المهتم بالعمل و بالموظف اشرح المهمة بوضوح قبل البدء فيها خاطب موظفيك باحترام و لياقة لا تبخل برأيك و لا بتدريبك للموظفين من أجل التعلم اجعل اجراءاتك في العقوبة معلومة للجميع قبل تنفيذها عند الخطأ عامل جميع الموظفين بعدل و مساواة في الفرص و الحقوق اجعل اشرافك على الموظف لا يوحي بالشك في أدائه شجع موظفيك على المبادرة بالعمل و اتخاذ قرارات تتناسب مع مواقعهم و مسؤولياتهم شجع موظفيك على السؤال و مناقشة أمور العمل اتبع أو استحدث نظام لعلاج شكاوى الموظفين اجعل موظفيك على اطلاع دائم بقوانين العمل و كيفية أداء وظائفهم بشكل محترف من خلال دليل مطبوع و نشرات دورية أثبتت الدراسات أن استمرار نجاح العمل يتوقف على جودة الادارة ، و لهذا فان المدير الجيد هو مؤسسة جيدة و على العكس فان المدير السيء بالطبع يعني مؤسسة سيئة أو على الأقل مؤسسة تسكن بيتا زجاجيا لا طاقة له بالحجارة بل بالانهيارات الجبلية الناتجة عن عملية توحيد السوق العالمية.

شادي سكر

التسويق هو المؤسسة

في البداية أود أن أواجه هذا المفهوم الخاطئ عن التسويق و العملية التسويقية ، فقد لاحظت أن كثيرين يضعون التسويق ضمن أنشطة الشركة مثلها مثل ادارة الموارد البشرية أو المحاسبة أو حتى تطوير خطوط الانتاج و المنتجات. هذا المفهوم لا يحتمل التفكير و لكن في المقابل هناك احتمال تكفير هذا المفهوم من منطلق الايمان بالعملية التسويقية و الالمام بها ، ذلك لأن التسويق ببساطة ليس فقط نشاط تقوم به المؤسسة ، بل أن التسويق هو المؤسسة . وحيث أن التسويق ليس أيضا بجدران المؤسسة أو ممتلكاتها ، كما أنه ليس الاعلان أو موقع الانترنت ، مما يقودنا الى حقيقة آخرى و هي أن المؤسسة هي العميل أو الزبون اذا لم تنطلق كل أنشطة الشركة من موضع التركيز على العميل و متطلباته فلا نستطيع القول بأن هناك مؤسسة من الأساس. و حتى ندعم هذا الحديث بالحقائق دعنا نتناول سيناريو دورة حياة مؤسسة صغيرة و جديدة في السوق و الذي عادة ما يسير على النحو التالي: تأتي فكرة أحد المنتجات أو الخدمات الجديدة الى صديقنا الطموح صاحب رأس المال ، و الذي يبادر باعداد خطة المشروع و يبدأ بالفعل في تمويل المشروع للافتتاح من توفير مكاتب و معدات و أدوات ، ثم البحث عن موظفين و كذلك يتم تصميم موقع باهر على الانترنت ليمثل المؤسسة و يسوق لمنتجاتها ، و أخيرا لا يبقى الا التفكير في عملاء المشروع أو ببساطة الزبائن ، أين الزبائن حتى الآن؟ نظرا لتأخير النظر الى العميل كل هذه المراحل ووضعه في مؤخرة الاهتمامات يكتب على المؤسسة الفشل و هذا ما يحدث غالبا الا اذا استطاع المالك أن يدرك الموقف و يعيد كل العمليات السابقة مع النظر الى العميل في المقام الأول. يمكن تعديل كل شيء و لكن لا ننسى كلفة اهدار الوقت و المجهود و كذلك المال. يبقى الحل الأمثل هو أن تضع المؤسسة العميل نصب أعينها بداية من اليوم الأول لانشاء هذه المؤسسة ، و لنأخذ دروسنا المستفادة من استثمارات هائلة لم يتم الاستفادة منها ولكن أهدرت بسبب تأخير النظر الى دراسة العملاء و المستهلكين باهتمام عند وضع الخطط لفتح تلك المؤسسات عندما تتصفح كتب احترافية في التسويق – مثل كتب كلية كامبردج الدولية – تجد أن نجاح المؤسسة الجديدة يتطلب من مالكها التركيز على قاعدتين أساسيتين عند دراسة فكرة المشروع: ـ أولا: الاستهداف ، بمعنى الالمام التام بطبيعة عملاء المؤسسة و احتياجاتهم من المنتج بهدف تلبيتها بطريقة أكثر فاعلية مقارنة بالمنافسين ثانيا: الوضع في السوق ، و ذلك بتحديد ميزة أو مميزات المنتج و التي يستفيد منها العميل و لا يجدها عند المنافسين ، كأن يقوم المشروع في تحديد وضعه على أساس تقديم ما يفتقر المنافسون الى تقديمه من ارتفاع جودة المنتج أو الخدمة مثل ساعات "رولكس" أ أن ينفرد المشروع بخدمة متميزة مثل أن يستهدف النادي الصحي عملاءه من صغار الأمهات و ينفرد بتقديم حضانة للأطفال داخل النادي . كما يمكن للمؤسسة أن تبني خطة استهداف العميل على أساس انخفاض السعر مثل السيارات الكورية و الصينية حديثا أو يمكن الدخول على أساس المنافسة السوقية على أساس البدائل و هذه الطريقة عادة ما تكون فعالة في حال المنتجات الضرورية فقط. ان تحديد وضع المؤسسة في السوق يتطلب دراسة العميل المستهدف و كذلك دراسة ما يقوم به المنافسون من أجل استهداف العميل و استقطابه في الواقع ان التسويق و العميل و المؤسسة ككل يتكاملون لاخراج شيء واحد لا يتجزأ عنه أي منهم. اذا وضعنا هذا في الاعتبار من اليوم الأول في حياة المؤسسة ، فان النجاح الباهر و الانجاز المحقق قد تكون هي النتائج الوحيدة المنتظرة