الخميس، 17 يناير 2008

هل أنت مدير من طراز "ممنوع الأعذار"؟

كثيرا ما نسمع أن الذي يسكن في بيت زجاجي لا ينبغي عليه رشق الناس بالحجارة ، و لكن يبدو أن هذه الحكمة المعروفة يتداولها الناس فقط للنصيحة و ليس للتطبيق حيث اثبتت احصائيات نفسية و معملية أننا نقضي معظم حياتنا في رشق الآخرين بالحجارة أحيانا و ربما الكتل الصخرية العملاقة التي تطبع الشعور بالفشل على وجوه كل من تسقط عليهم عادة ما يشعر أحدنا بالبراعة الشخصية أو بالعبقرية عندما يجد نفسه أمام منصب اشرافي أو اداري يرقى بالمسؤوليات كما يمنح الحق للمدير كقائد و قدوة في تصحيح أخطاء موظفيه و هذا ما يجعله ببساطة ينتقل ليسكن البيت الزجاجي ، و الى جانب تعزيز الشعور بالعبقرية و الاعتراف الرسمي بالمدير أو المشرف نجد أن الشعور بالمنصب قد يعطيه حفنة من الحصى و أحيانا ما يختار هذا المدير الحجارة الثقيلة كأسلوب لضبط الأداء الوظيفي و المحافظة على مساحة تحكمه بمرؤوسيه اذا كنت ممارسا للمناصب الاشرافية أو تسعى للترقي في الادارة فهذا يدل على اصرارك في تحقيق طموحاتك، و لكن بعد ذلك هل من طموحاتك أن تنجح كمدير ؟ قبل أن تبدأ بممارسة واجباتك كمدير أو مشرف ، و قبل أن تتسلم مسؤولياتك الاشرافية و معها حفنة الحصى عليك أن تسأل نفسك حفنة من الأسئلة الخاصة بمهام و أدوار المدير أو المشرف : ـ هل حدث أن وبخت أحد مرؤوسيك أمام الجميع؟ هل حدث أن حصلت وحدك على الفضل على ما قام به أحد موظفيك دون ذكره؟ هل يخافك من هم تحت قيادتك في العمل؟ هل أنت مدير من طراز "ممنوع الأعذار"؟ هل تتوقع أن يعلم الموظفين أو يقوموا بالعمل دون توجيهك؟ هل تصيح في أوجه موظفيك؟ هل أردت التقليل من شأن موظف لديك أو ربما احتقاره أحيانا حتى يعرف قدره الضئيل أمامك؟ هل تشدد الأمر على موظف لم يرضيك بمعنى أن تجعل حياته المهنية صعبة؟ هل تمارس لعبة الموظف المفضل و الآخر المكروه خلال ادارتك لموظفيك؟ هل تراجع على مهام كل شخص باستمرار لتتأكد من جودة تنفيذه للمهمة؟ هل تتردد في تفويض المهام و اعطاء مساحة للموظفين في اتخاذ القرارات؟ هل تتوقع دائما أن ينفذ الموظف ما تأمره به دون نقاش؟ عند الاجابة على مثل هذه الأسئلة يقر القليل بممارساتهم الفعلية و ربما يخجل البعض ليعترف و لو بواحدة أو أكثر من هذه الممارسات و لكن تجد الكثير منا يمارسونها و مع ذلك ينكرون هذه العلاقات ، بل و يرون أنهم دائما الأفضل في ادارة الموظفين و المحافظة على النظام. بالطبع تأتي عواقب الأمور سلبية على الموظف من ناحية و على المؤسسة ككل من ناحية أخرى حيث أن العملاء أو الزبائن قد يتوقفوا نظرا لسوء علاقات الموظفين و بعضهم في هذه المؤسسة نظرا لأن مهام المدير ذات محورين أحدهما مهامه تجاه المؤسسة من حيث تطبيق أفضل الوسائل المؤكدة للربح و تحقيق أهداف الادارة و المالكين ، و المحور الآخر من مهامه ينحصر تجاه موظفيه. من الطبيعي أن يراعي أي مدير محور المهام الأول و حتى تحقق نجاحا على المحور الثاني ينبغي الآتي :ـ صحح أخطاء الموظف و لكن في خصوصية و نبرة تعليمية تأكد من اعطاء الفضل لصاحبه و تقدير كل موظف مجتهد تأكد من اظهار صورة الراعي و المهتم بالعمل و بالموظف اشرح المهمة بوضوح قبل البدء فيها خاطب موظفيك باحترام و لياقة لا تبخل برأيك و لا بتدريبك للموظفين من أجل التعلم اجعل اجراءاتك في العقوبة معلومة للجميع قبل تنفيذها عند الخطأ عامل جميع الموظفين بعدل و مساواة في الفرص و الحقوق اجعل اشرافك على الموظف لا يوحي بالشك في أدائه شجع موظفيك على المبادرة بالعمل و اتخاذ قرارات تتناسب مع مواقعهم و مسؤولياتهم شجع موظفيك على السؤال و مناقشة أمور العمل اتبع أو استحدث نظام لعلاج شكاوى الموظفين اجعل موظفيك على اطلاع دائم بقوانين العمل و كيفية أداء وظائفهم بشكل محترف من خلال دليل مطبوع و نشرات دورية أثبتت الدراسات أن استمرار نجاح العمل يتوقف على جودة الادارة ، و لهذا فان المدير الجيد هو مؤسسة جيدة و على العكس فان المدير السيء بالطبع يعني مؤسسة سيئة أو على الأقل مؤسسة تسكن بيتا زجاجيا لا طاقة له بالحجارة بل بالانهيارات الجبلية الناتجة عن عملية توحيد السوق العالمية.

شادي سكر

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

من أهم ما يميز المدير في عالم الأعمال أن يراعي كونه قدوة و لإلا أصبح مثل مديري في العمل و الذي يبدأ في حساب الناس على التأخير بعد حضوره قرابة انتهاء الدوام اليومي